Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

باريس تستحضر شهادات ناجين ضمن ذكرى هجوم باتاكلان

#
کاتب ١
14/11/2025 | 10:59 PM

قبل عشر سنوات، اهتزّت فرنسا على وقع واحدة من أكثر اللحظات دموية في تاريخها الحديث: هجمات باريس في نوفمبر 2015، التي حوّلت قاعة باتاكلان إلى مأساة، وخلّفت جراحًا لا تزال تنزف في ذاكرة الأمة.اليوم، وبين تصاعد التهديدات الجديدة وتحوّل أشكال التطرف، تخوض فرنسا معركة متعددة الجبهات: من الوقاية وتقديم الدعم النفسي إلى التدخل الأمني. تقرير برنامج "هنا فرنسا" يرصد كيف تحوّلت التجربة الفردية إلى رسالة جماعية، وكيف باتت المواجهة مع التطرف أكثر تعقيدًا، وأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

في الثالث عشر من نوفمبر عام 2015، عاشت باريس واحدة من أفظع لياليها. هجمات إرهابية استهدفت ملعب "ستاد دو فرانس"، والمقاهي الباريسية، وقاعة الحفلات "باتاكلان". ليلة سقط فيها مئة وواحد وثلاثون قتيلا، ومئات الجرحى. من شقّته القريبة من قاعة "باتاكلان"،

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام 

صوّر دانيال بسني لحظات الرعب تلك. مشاهد لأشخاص يفرّون من الموت، ولآخرين يتشبثون بالحياة من خلف النوافذ. بعد عشر سنوات، يعود إلى أصحاب تلك الوجوه التي ظهرت في الفيديو، ليستمع إلى شهاداتهم، إلى كلماتهم التي ما زال يرافقها صدى الطلقات. شارلوت، روبن، ماغالي، جوليان، وسيباستيان. خمسة ناجين يروون الحكاية كما لم تُرو من قبل: الخوف، والجرح، والحب، والذنب، ومحاولات النهوض من جديد. كل منهم يواجه ذاكرته بطريقته، في رحلةٍ بين الألم والنجاة.

مراسم وتأبين

وفي هذه الذكرى انطلقت المراسم الرسمية صباحا عند ملعب فرنسا (استاد دو فرانس) شمالي العاصمة، حيث فجّر 3 أشخاص أنفسهم خارج الملعب أثناء مباراة بين منتخبي فرنسا وألمانيا.
وشارك الرئيس إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين ووزراء سابقون وناجون من الهجمات وأسر الضحايا في الوقوف دقيقة صمت ووضع أكاليل الزهور.
ومن سان دوني انتقل الوفد الرسمي إلى المقاهي والمطاعم التي شهدت إطلاق نار عشوائي في الدائرتين 10 و11 في باريس، قبل أن يختتم الجولة في قاعة باتاكلان التي شهدت أكثر الهجمات دموية.
وفي ساحة الجمهورية، دعت بلدية باريس السكان إلى المشاركة في إحياء الذكرى من خلال إشعال الشموع ووضع الورود وكتابة رسائل تضامن، في مشهد يعيد إلى الأذهان التجمعات الشعبية الحاشدة التي أعقبت الهجمات قبل 10 سنوات.

حديقة ومتحف
وتزامنت الذكرى هذا العام مع تدشين حديقة تذكارية جديدة في باريس مخصصة لضحايا الهجمات الدامية، في حين يواصل القائمون العمل على إنشاء متحف للذاكرة يُتوقع افتتاحه بين عامي 2029 و2030، وسيضم مئات القطع والصور والوثائق التي قدمتها عائلات الضحايا والناجون.

ويرى القائمون على المشروع أن المتحف سيكون "مكانا للحزن والتأمل، لكنه أيضًا مساحة للتعلم حول خطر التطرف العنيف وكيفية مقاومته".
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجمات التي نفذها 9 أشخاص، وقد قُتل أفراد المجموعة جميعًا باستثناء صلاح عبد السلام الذي اعتُقل بعد أشهر وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 2022.
ودفعت تلك الأحداث فرنسا إلى إعلان حالة الطوارئ التي استمرت عامين، قبل أن تُدمج معظم التدابير الأمنية الاستثنائية في القوانين الدائمة. وعلى الرغم من تراجع "الهجمات الإرهابية" واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، تؤكد الأجهزة الفرنسية أن خطر “التطرف الفردي” لا يزال قائما، خصوصا مع نشاط الدعاية المتشددة عبر الإنترنت.

تراجع وواجبات
ويقول مسؤولون أمنيون إن قدرات تنظيم الدولة على التخطيط لهجمات معقدة داخل فرنسا تراجعت، لكن "الخطر لم يختفِ"، وإن التحدي اليوم هو مواجهة التطرف الرقمي الذي يدفع بعض الشباب إلى العنف دون اتصال مباشر بالتنظيمات.
وفي مقابلات صحفية بمناسبة الذكرى، قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند -الذي وقعت الهجمات خلال ولايته- إن "الواجب تجاه الضحايا يحتم عدم نسيان شيء"، وأضاف أن فرنسا "واجهت أحد أسوأ اختباراتها، لكنها أثبتت أن الديمقراطية أقوى من الرعب".
كما تشهد الذكرى هذا العام قرار جمعية "لايف" التي تضم عشرات من ناجي باتاكلان حلّ نفسها، وفق ما أعلن رئيسها، الذي قال إن الناجين "لا يريدون أن يظلوا أسرى دور الضحية بعد 10 سنوات".
ومع حلول المساء، تضاء واجهة برج إيفل بألوان العلم الفرنسي في تقليد سنوي بات رمزًا للصمود الوطني ولذكرى الضحايا.