Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

عميل للموساد" أنشأ شبكة للدعارة بالقاصرات في أميركا...جيفري إبستين

#
کاتب ١    -      66 مشاهدة
21/11/2025 | 02:17 PM

ملياردير يهودي أميركي مدان بجرائم جنسية، ولد عام 1953، وعمل في مهن عدة منها التدريس والاستثمار المصرفي، وكان معروفا بقربه من العديد من النجوم والساسة حول العالم، والذين اتهموا بالتورط في شبكة الدعارة باستخدام القاصرات. وقد أسسها بعد مسيرته في عالم المال وتكوينه ثروة كبيرة، وقد اعتقلته السلطات الأميركية وانتحر في زنزانته عام 2019.
وكان إبستين من الشخصيات التي كانت لها شبكة علاقات واسعة مع النخبة في المجتمع الأميركي، كما كان معروفا بقربه من الرئيس دونالد ترامب الذي وصف إبستين مرة بأنه "رجل رائع".
المولد والنشأة
ولد الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إدوارد إبستين في بروكلين بنيويورك يوم 20 يناير/كانون الثاني 1953، وهو الابن البكر لسيمور وباولا إبستين، وهما ينحدران من أسر يهودية مهاجرة.
وعمل والد إبستين حارسا للأراضي وبستانيا في إدارة حدائق مدينة نيويورك، وعاشت العائلة في حي "سي غيت" للطبقة المتوسطة، ويقع في بروكلين على الساحل الغربي لكوني آيلاند.

الدراسة والتكوين العلمي
التحق إبستين بمدرسة "لافاييت هاي سكول" في غرايفسيند ببروكلين، وكان معظم طلابها من أصول إيطالية أميركية، وتخرج فيها عام 1969 بعد أن تخطى صفين دراسيين، وعرف في تلك الفترة بتفوقه في الرياضيات، وإتقانه عزف البيانو.
وفي العام نفسه، التحق إبستين بـ"كوبر يونيون للعلوم والفنون" وتخرج فيها عام 1971، ثم درس في "معهد كرانت لعلوم الرياضيات" التابع لجامعة نيويورك 3 سنوات لكنه لم يتخرج.
التجربة المهنية
بدأ إبستين تدريس مادتي الفيزياء والرياضيات في مدرسة دالتون الخاصة بمنهاتن عام 1974، وهي جامعة تضم أبناء الأثرياء، وذلك على الرغم من عدم حصوله على أي شهادة جامعية.
وفي تلك الفترة شَهد بعض الطلبة السابقين في المدرسة على صدور سلوك غير ملائم منه، فقد كان يحضر عددا من الحفلات المدرسية لطلبة الثانوية، ويولي اهتماما خاصا بالفتيات، لكن لم توجه إليه أي تهمة.

وفي اجتماع أولياء الأمور عام 1976، لفت إبستين انتباه والد أحد الطلبة بحدة ذكائه، فربطه الأخير بآلان "آيس" غرينبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار بير ستيرنز، وهو في الوقت نفسه ولي أمر أحد الطلبة.
وبعد انتهاء العام الدراسي 1975-1976، أنهت المدرسة خدمات إبستين عقب تقييم أظهر عدم تحسّن قدراته التدريسية. ولم يمض وقت طويل حتى التحق بالعمل في بير ستيرنز.

إدارة الثروات
بحلول عام 1980، وبعد 4 سنوات على انضمامه إلى شركة بير ستيرنز، أصبح إبستين شريكا محدودا، وحققت الشركة نجاحا سريعا. وبدأ إبستين بعدها في استثمار ثروته بشراء عقارات فاخرة، وانخرط في دوائر اجتماعية تضم مشاهير وفنانين وسياسيين، لكنه ما لبث أن غادر الشركة العام التالي مؤسسا عمله الخاص.
ومنذ تلك المرحلة بدأت تلوح علامات الغموض حول وضعه المالي ونشاطه وأساليبه التجارية، إذ نقل بعض المقربين منه في الثمانينيات أنه اعتاد تقديم نفسه باعتباره "صياد جوائز" يستعيد أموالا منهوبة لصالح أثرياء كبار تورطوا في عمليات احتيال، لكنه أبقى كل معاملاته سرية.
وفي عام 1987، تعاون إبستين مع ستيفن هوفنبرغ، أحد التنفيذيين في شركة "تاورز فايننشال كوربوريشن" وخاضا معا محاولات للاستحواذ على شركات لم يُكتب لمعظمها النجاح.
وبعد عام واحد، أسس إبستين شركة "جيه إبستين آند كومباني" المتخصصة في إدارة ثروات الأفراد الذين تتجاوز ممتلكاتهم مليار دولار. وفي نحو عقدين، كان من أبرز عملائه الملياردير ليزلي ويكسنر قطب تجارة التجزئة الذي تولى إبستين إدارة جزء واسع من أصوله، وهو ما جنى منه مكاسب هائلة.
وكان ويكسنر يعتمد على إبستين اعتمادا واسعا في إدارة شؤونه المالية، إلى حد منحه توكيلا عاما للإشراف على أصوله وصناديقه. ومع توسّع إدارة هذه الأصول وتطور أعمال إبستين، ازدادت ثروته بصورة كبيرة، فآل إليه قصر ويكسنر في نيويورك، كما امتلك مجموعة من العقارات الفاخرة وطائرة خاصة.
وفي مرحلة لاحقة، أعاد هيكلة شركته تحت اسم "فايننشال ترست كومباني" ونقل مقرها إلى جزر العذراء الأميركية. وبالتزامن مع توسّع نشاطه المالي، نسج شبكة علاقات واسعة مع شخصيات بارزة في السياسة والاقتصاد والثقافة، من بينهم ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون، إضافة إلى عدد من العلماء والمشاهير.

تأسيس شبكة الدعارة
في التسعينيات نقل إبستين إدارة أعماله إلى جزيرة سانت توماس، مستفيدا من الإعفاءات الضريبية هناك، وامتلك الجزيرة الصغيرة المجاورة "ليتل سانت جيمس" وأقام فيها معظم الوقت، وكان يحاول بناء سمعة طيبة في "جزر العذراء" عبر تبرعاته السخية للمسؤولين الحكوميين والمؤسسات التعليمية وحصصه في الشركات هناك، لكنه لم يفلح في ذلك، إذ كانت سمعته السيئة منتشرة محليا.
ولاحقا اشترى إبستين جزيرة أخرى في المنطقة تُعرف بـ"غريت سانت جيمس". كما كان يملك في تلك الفترة أكبر مقرّ سكني خاص في مانهاتن، إلى جانب عقارات في بالم بيتش بفلوريدا وباريس ونيو مكسيكو.
وفي تلك السنوات ظهرت تقارير إعلامية مختلفة تناولت نشاطه وحياته الخاصة، من بينها إشارات إلى وجود نظام مراقبة داخل مقرّه في مانهاتن، لتسجيل ممارسات بعض زواره وابتزازهم بها لاحقا، إضافة إلى احتفاظه بسجل لرحلات طائرته الخاصة، التي اشتهرت محليا باسم "لوليتا إكسبريس" في إشارة إلى رواية "لوليتا" لفلاديمير نابوكوف التي تتحدث عن رجل في منتصف العمر يتعلق بفتاة صغيرة.
إعلان

وقد وردت في سجلات الرحلات أسماء شخصيات سياسية وعامة بارزة، من بينها كلينتون وترامب، والمحامي ألان ديرشوفيتز، والأمير أندرو دوق يورك.

بداية التحقيقات
ومن منزله الذي اشتراه عام 1990 في "بالم بيتش" بفلوريدا، بدأت الشرطة المحلية تحقيقها مع إبستين بعد تلقيها شكاوى من جيرانه الذين لاحظوا كثرة توافد فتيات صغيرات السن على منزله باستمرار.
ومن بين البلاغات التي تلقتها الشرطة بلاغ من سيدة أفادت بأن ابنة زوجها، البالغة 14 عاما، تعرضت للتحرش من رجل ثري يُدعى "جيف" وأدى البلاغ إلى فتح تحقيق شارك فيه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي".
وبحلول الوقت الذي شَرَع فيه ألكسندر أكوستا المدعي الفدرالي للمنطقة الجنوبية من فلوريدا في إعداد الملف، كان عدد الحالات التي نُسبت إلى إبستين قد وصل إلى نحو 40 حالة، وفق ما ورد في وثائق القضية.
ولاحظت الشرطة فورا قوة نفوذ إبستين والخوف الذي جعل كثيرا من الفتيات يرفضن الإدلاء بشهاداتهن، فعملت بشكل سري لسنوات محاولةً اختيار الوقت الأنسب لتفتيش منزله، ومن ثم اعتقاله.
وشعر المحققون أنهم مراقبون على مدار الساعة، ووجدوا أن قمامتهم أيضا تفتش، مما اضطر فريق التحقيق لتغيير إستراتيجيته وآلية حفظ بياناته للإيقاع به.
وأوقفت السلطات الأميركية إبستين عن العمل عام 2005 بتهمة الاستغلال الجنسي لقاصرة لم تتجاوز 14 عاما، و"الاستعانة بخدمات غير مشروعة" لعشرات القاصرات في منزله بولاية فلوريدا.
وعلى الرغم من إدلاء فتيات عدة بشهادات بشأن اعتداء إبستين وأصدقائه عليهن، لم تؤكد المحكمة سوى اعتداء واحد عام 2008، واتهم فقط بـ"الحث على الدعارة" وحكمت عليه بـ13 شهرا، بعدما توصل لاتفاق مع الادعاء العام حماه من إجراء المزيد من التحقيقات.

وبموجب الاتفاق اعترف إبستين بأنه رتب لقاءات لعملاء لديه مع فتيات قاصرات بغرض الدعارة، وحظي بظروف مخففة داخل السجن أثناء فترة اعتقاله، حتى إنه سمح له بالذهاب لمنزله في "بالم بيتش" ساعات عدة في اليوم.
وكان كوستا من وافق على الصفقة باعتباره المدعي العام في فلوريدا آنذاك، وقد استقال من عمله وزيرا للعمل في إدارة ترامب حينئذ بعد ظهور اتهامات جديدة ضد إبستين، وعوتب على تساهله في وقت كان يمكن فيه اعتقال إبستين وإيقاف سلسلة جرائمه.
ومنذ عام 2008، أُدرج إبستين ضمن المستوى الثالث في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية بولاية نيويورك، وهي فئة دائمة تشير إلى احتمال عال للعودة إلى الإجرام. وعلى الرغم من إدانته، احتفظ بممتلكاته وأصوله المالية دون مساس.
الاعتقال الثاني
عادت قضية إبستين للتداول عقب مقال نشرته الصحيفة الأميركية "ميامي هيرالد" أشارت فيه إلى ضحاياه، وإلى المتورطين في تخفيض العقوبة ضده أمثال كوستا، وأشارت الصحيفة إلى نحو 80 ناجية محتملة من اعتداءات جنسية ارتكبها إبستين أو شركاؤه.
وأدى التحقيق إلى إعادة فتح ملف اتهامات إبستين، فأعاد مدعون فدراليون مراقبته والتحقيق في القضية، واكتشفوا أنه يدير شبكة للدعارة، واعتقل من مطار تيتربورو في نيوجيرسي في السادس من يوليو/تموز 2019، بدون كفالة.
وبعد يومين وجهت له تهمة الاستغلال الجنسي لقاصرين، وتهمة التآمر للقيام بالاتجار الجنسي بقاصرين، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن 45 عاما، وتقول وثائق الادعاء إنه كان يتاجر بالقاصرات، ويعرضهن للعبودية الجنسية، ويقدمهن لشخصيات غنية من مشاهير العالم.
وذُكرت جزيرة إبستين في الدعوى الجنائية المرفوعة ضده بكونها كانت "المخبأ والملاذ الأمثل للاتجار جنسيا بالفتيات القاصرات وممارسة العبودية الجنسية وإساءة معاملة الأطفال".

 

وذكرت وثائق الدعوى أيضا أن إبستين ورفاقه سعوا لتجنب اكتشاف نشاطهم في جزر "العذراء" والتخفي عن سلطات إنفاذ القانون الفدرالية، ومنع ضحاياهم الشابات والفتيات القاصرات من المغادرة بحرية والهروب من سوء المعاملة، وهو ما أكدته شابات حاولن الفرار أثناء نقلهن لهذه الجزيرة.
وعقب سماع أقواله، حكمت عليه محكمة في مانهاتن بـ"الحجز دون الإفراج بكفالة".

الانتحار
وفي يوليو/تموز 2019 وُجد إبستين في زنزانته بمنهاتن مصابا بجروح تشير إلى محاولة انتحار شنقا. وبعد أقل من أسبوع، رُفع عنه الإشراف الخاص لمنع الانتحار.
وفي التاسع من أغسطس/آب، أي قبل يوم واحد من وفاته، نُقل رفيق زنزانته ولم يُستبدل به آخر، ولم يُجرِ الحرس أي تفقد له مدة 3 ساعات كاملة في تلك الليلة، بما يخالف بروتوكولات السجن. كما تعطلت كاميرات المراقبة خارج زنزانته.
وفي صباح العاشر من أغسطس/آب 2019 عثر على إبستين ميتا في زنزانته إثر إصابة في رقبته، وبسبب توسع شبكة الدعارة ووصولها إلى أفراد بارزين رأى البعض أنه قد قتل للتغطية على المتورطين معه، لكن الشرطة أعلنت فيما بعد أنه انتحر.
وأثارت ظروف وفاة إبستين وارتباطاته بعدد من الشخصيات السياسية والقانونية والاقتصادية البارزة عددا من نظريات المؤامرة، التي زعمت في بعض الأحيان أنه قُتل في السجن، على الرغم من دحض هذه النظريات من صحفيين ومسؤولين حكوميين.
وبعد وفاته، انتقل الضوء إلى صديقته السابقة غيسلين ماكسويل التي اعتقلت في يوليو/تموز 2020، بتهمة مساعدته في استدراج القاصرات والتغطية على اعتداءاته عبر التجنيد والتدريب والإعداد.
ومن أبرز تطورات القضية عقب وفاته، صدور آلاف الصفحات من وثائق كانت محجوبة سابقا نتيجة لتسوية دعوى قضائية في يناير/كانون الثاني 2024، تكشف تفاصيل الاتهامات لشبكة الاتجار الجنسي المرتبطة باسمه.
وتضمنت هذه الوثائق أسماء أكثر من 150 شخصا (بينهم ساسة ورجال أعمال وفنانون وأكاديميون) مرتبطين بإبستين شخصيا أو مذكورين في مستندات المحكمة ذات الصلة بالقضية.

عميل للموساد
نظرا لأصول إبستين اليهودية، لم يكن غريبا تناول الصحف الأميركية علاقته بالموساد (الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية) وعمله لصالحه في قضايا عدة، وعزز من ذلك ارتباط إبستين بالأسرة اليهودية ماكسويل، بداية بالوالد روبرت ثم لاحقا الابنة غيلاين، إذ دعم إبستين روبرت سابقا عندما كان على حافة الإفلاس.
وأكدت ذلك الصحفية الاستقصائية جولي براون قائلة "ليس مستبعدا أن يكون إبستين على علاقة مع الموساد" وأشارت إلى أوجه التشابه في ظروف الوفاة بين إبستين وروبرت عام 1991، إذ يشاع محليا اغتيالهما على يد الموساد، رغم تأكيد انتحار الأول وموت الثاني غرقا لسقوطه خطأ.
ومن جهة أخرى، ادعى ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق آري بن ميناشي -في حديث مع قناة روسيا اليوم- أن إبستين ووالد ماكسويل كانا عميلين إسرائيليين، وأن كل ما أشيع وقيل كان بهدف جمع معلومات استخبارية من شخصيات بارزة لصالح الموساد وابتزازها، وأن جميع الفضائح المذكورة في قضية إبستين قد تم تدبيرها لصالح الموساد بهدف جمع المعلومات وابتزاز الشخصيات المشهورة.
وكشف موقع "دروب سايت" عن وثائق ورسائل إلكترونية مسربة تظهر أن الملياردير الأميركي أدى دورا سريا في تسهيل مفاوضات بين إسرائيل وكوت ديفوار، لتوقيع اتفاق أمني يتيح مراقبة الاتصالات في هذه الدولة الأفريقية بمساعدة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، كما أظهرت الرسائل أن إبستين ساعد في تنسيق رحلات باراك إلى أفريقيا.