Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

خياران لا ثالث لهما: تحذيرات من "صعقة مالية" وشيكة ستصدم العراقيين

#
كاتب 3    -      18 مشاهدة
22/11/2025 | 11:56 AM

حذر الخبير الاقتصادي منار العبيدي، اليوم السبت، مما وصفه بـ"الوهم الاقتصادي" الذي يظهر العراق بصورة الدولة القادرة على تجاوز أزماتها بحلول شكلية بسيطة.

وقال العبيدي في منشور له عبر صفحته في "فيسبوك"، تابعته "وكالة فيديو الإخبارية"، إن "من الخطير جداً أن يواصل البعض صناعة (الوهم الاقتصادي) بأن العراق قادر على تجاوز أزماته تلقائياً أو عبر حلول شكلية".

وأضاف: "الحقيقة التي يحاول كثيرون الهروب منها هي أن العراق يتجه نحو صعقة اقتصادية ومالية قريبة ستدفع الملايين إلى مواجهة واقع لم يتم الاستعداد له، أو كما جرت العادة سيختار أصحاب القرار في الدولة تأجيل الانفجار عبر حلول تخديرية جديدة".

وبحسب العبيدي، فإن "صانع القرار الاقتصادي المقبل سيكون أمام خيارين لا ثالث لهما أولا مواجهة الحقيقة عبر عمليات جراحية جريئة، حيث تشمل إعادة هيكلة جداول الإنفاق العام، تخفيض الالتزامات التشغيلية، وإصلاح مسارات الدعم، وهي خطوات مؤلمة لكنها ضرورية"، أما ثانيا: "اللجوء مرة أخرى إلى التأجيل من خلال إجراءات قصيرة الأمد مثل زيادة الإصدار النقدي لسد العجز، وهو ما سيعمّق المشكلة و يؤجلها لسنوات قادمة أو زيادة الاستدانة لتعويض العجز الناتج من النفقات التشغيلية".

وأكمل: "من قراءة المشهد السياسي والاقتصادي، يبدو أن الحكومة القادمة كما سابقاتها ستتجه نحو خيار التأجيل، ومواصلة نهج التهدئة الإعلامية، وتقديم صورة وردية غير واقعية"، مبينا أنه "سيُتهم كل من يحذّر من الأزمة بأنه مُغرض أو مصعّد أو يسعى للتسقيط الإعلامي، بينما الحقيقة واضحة:الاقتصاد لا يُصلح بالإنكار".

وأستطرد العبيدي: "يقول البعض: منذ 15 سنة وأنتم تتحدثون عن أزمة… ولم تحدث!"، مبينا أن "هؤلاء لا يفهمون أن مفهوم الأزمة ليس محصوراً بموعد دفع الرواتب فقط، الأزمة الحقيقية هي:انهيار المنظومة الصحية، وتراجع جودة التعليم، وتدهور الأمن المائي والغذائي، كذلك استنزاف الموارد المالية دون بناء بدائل، فضلا عن الاعتماد الكامل على الدولة في كل شيء مقابل غياب دور المواطن".

وأوضح: "نحن في الحقيقة نعيش أزمة مستمرة منذ أكثر من 20 سنة"، لافتا إلى أن "الدولة الراعية التي تتحمل كل شيء، مقابل مجتمع لا يُسهم في الإنتاج ولا يدعم الاستدامة الاقتصادية

وأكد العبيدي: "إذا استمررنا بمنطق التأجيل، والاستدانة، وإصدار عملة نقدية إضافية، وتوسيع دوائر الإنفاق الاستهلاكي، فإننا لا نحل المشكلة، بل نرسلها إلى السنوات القادمة حيث ستعود أكبر، وأقسى، وأخطر".

واكد العبيدي أن المعالجة الحقيقية للأزمة تتطلب (خطوات جراحية) قد تواجه رفضاً شعبياً، لكنها الطريق الوحيد لضمان مستقبل اقتصادي أفضل للأجيال المقبلة"، مضيفاً أن "الإصلاح الحقيقي لا يبحث عن الشعبية، بل عن الاستدامة".