Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

"كذبة العيد".. نتنياهو يتهم العراق ودول المنطقة بقمع المسيحيين

#
كاتب 3    -      32 مشاهدة
26/12/2025 | 04:47 PM

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات مثيرة للجدل، اتهم فيها دولاً عدة، في مقدمتها العراق، بممارسة سياسة التمييز والاضطهاد الممنهج ضد المكون المسيحي، زاعماً أن إسرائيل هي "الواحة الوحيدة" لازدهارهم، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتزييف حصيلة الواقع المرير الذي يعيشه المسيحيون تحت سلطة الاحتلال.

وزعم نتنياهو، في برقية تهنئة بمناسبة عيد الميلاد، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يمارس فيها المسيحيون شعائرهم بحرية، مدعياً أن أعدادهم في تزايد، بينما تتراجع في العراق وسوريا ولبنان وتركيا بسبب ما أسماه "الترهيب". وقارن نتنياهو بين توزيع بلديته لأشجار الميلاد في القدس وحادثة احتراق شجرة في جنين، متجاهلاً أن سياسات التوسع الاستيطاني والجدار العازل هي التي خنقت الوجود المسيحي في بيت لحم والقدس.

وفي سياق تفنيد هذه الادعاءات، تشير التحقيقات الميدانية وتقارير الكنائس في القدس إلى تصاعد غير مسبوق في حالات الاضطهاد الفعلي؛ حيث وثقت الكنائس اعتداءات متكررة من مستوطنين متطرفين شملت البصق على رجال الدين، وتخريب المقابر المسيحية، والاعتداء على الكنائس في القدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال، فضلاً عن فرض قيود صارمة تمنع آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الوصول إلى كنيسة القيامة في الأعياد.

وأثارت تصريحات نتنياهو ردود أفعال غاضبة بين الأوساط الكنسية والحقوقية؛ حيث أكد شهود عيان من سكان القدس القديمة أن "الاحتفاء بالأذرع المفتوحة" الذي يتحدث عنه نتنياهو لا وجود له إلا في خطاباته، بينما الواقع يفرض عليهم حصاراً اقتصادياً وتضييقاً في منح رخص البناء لدفعهم نحو الهجرة القسرية.

من جانبه، علق مراقبون للشأن العراقي بأن اتهامات نتنياهو للعراق هي "قلب للحقائق"، مؤكدين أن المكون المسيحي في العراق يحظى بتمثيل سياسي وحماية دستورية، وأن ما تعرضوا له سابقاً كان على يد جماعات إرهابية حاربها العراقيون جميعاً، بخلاف الاضطهاد في إسرائيل الذي يتم برعاية "مؤسساتية".

وخلصت القراءات السياسية إلى أن خطاب نتنياهو يهدف إلى استعطاف الغرب عبر استخدام "الورقة المسيحية"، في وقت تستمر فيه آلة الحرب الإسرائيلية بتدمير أعرق الكنائس في غزة واستهداف رعاياها بلا تمييز.