البيت السني على صفيح ساخن: صراع انتخابي محتدم بين الحلبوسي والخنجر والسامرائي

كاتب 4 21/10/2025 - 08:38 PM 83 مشاهدة
# #

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل، يتصاعد التنافس داخل القوى السنية في العراق وسط انقسام واضح بين أقطابها الرئيسيين، ما ينذر بمرحلة جديدة من التشرذم السياسي وصراع الزعامة داخل ما يُعرف بـ“البيت السني”.

 
اللاعبون الأبرز في هذا المشهد هم رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف السيادة خميس الخنجر، ورئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، الذين يخوضون سباقاً محموماً لتعزيز نفوذهم وضمان أكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الدورة المقبلة، خصوصاً في محافظة الأنبار التي تمثل ثقلاً انتخابياً حاسماً.
اتهامات متبادلة وتضييق انتخابي
 
مصادر سياسية أشارت إلى أن التنافس بين هذه الأطراف تجاوز حدود الدعاية الانتخابية التقليدية، ليصل إلى استخدام أدوات غير قانونية مثل المال السياسي والتأثير الإداري والأمني لاستمالة الناخبين.

 

وفي هذا الصدد، قال القيادي في تحالف العزم، أحمد الدليمي، إن “محافظ الأنبار تلقّى توجيهات بعدم منح موافقات أمنية لتحالف العزم لإقامة مؤتمراته الانتخابية في غرب المحافظة، بدافع التنافس مع تحالف تقدم”، معتبراً أن هذا الإجراء “يؤشر إلى انحياز واضح ويخالف مبادئ العدالة الانتخابية”.
خلافات شخصية وتآكل الثقة
 
من جانبه، يرى النائب السابق رزاق الحيدري أن الصراع بين الحلبوسي والخنجر تحوّل من تنافس سياسي إلى خصومة شخصية، لافتاً إلى أن الطرفين تبادلا حملات تسقيط واتهامات بشراء الذمم.

 

وأضاف أن “الخطاب الطائفي والانقسامات المتكررة أدت إلى إضعاف الموقف السني داخل البرلمان، وأفقدت الشارع ثقته بقياداته السياسية الحالية”.
الحلبوسي بين الطموح والممانعة
 
أما عضو تحالف الأنبار المتحد محمد الفهداوي، فأكد أن فرص الحلبوسي في العودة إلى رئاسة البرلمان “شبه معدومة”، مشيراً إلى أن “تجربة إعادة ترشيحه واجهت رفضاً واضحاً من قوى سياسية متعددة، ما جعل المشهد أكثر تعقيداً بالنسبة لتحالف تقدم”.
 
وأضاف الفهداوي أن “حزب تقدم يواصل ضخ الأموال في الأنبار في محاولة لكسب الولاءات وضمان قاعدة انتخابية واسعة، إلا أن هذه السياسات باتت تواجه استياءً متزايداً داخل المحافظة التي تشهد تنامياً في ظاهرة شراء الولاءات وتكميم الأصوات المعارضة”.
 
خلاصة المشهد
 
يرى مراقبون أن ما يجري داخل الساحة السنية لا يقتصر على التنافس الانتخابي فحسب، بل يعكس أزمة زعامة وتشتت في الرؤية السياسية، قد تؤدي إلى بروز تحالفات جديدة بعد الانتخابات، وربما إعادة رسم خريطة النفوذ في غرب العراق بشكل كامل.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ